الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
+2
عاشق الدموع
free girl
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
في طفولتنا قرأنا في كتاب القراءة قطعة حول الحرية بعنوان الحرية للمنفلوطي، وكنت أعتقد حينما قرأت اسم القطعة في فهرس الكتاب أن المقصود أن الحرية هي للمنفلوطي فقط مثل تلك الشعارات (الموت للأعداء..إلخ…) لكن الحقيقة تكشفت بعدما قرأت القطعة مع المدرس، وعرفت أن عنوان القطعة هو الحرية وأن “لام الملكية” المضافة أمام اسم المنفلوطي جاءت لتفيد أن المنفلوطي رحمه الله هو كاتب القطعة وليس صاحبها الحصري! إلا أنه وبعد مرور أكثر من خمسة عشر عاما على قراءة تلك القطعة ما زال الاسم في عقلي الباطن مرتبطا بالشعار المعروف (الحرية للمنفلوطي).
أتذكر هذا الشعار حينما أرى حال الحريات في دول العالم كله وبالأخص دول العالم الثالث، حيث يعيش المواطن في جو بوليسي من الدرجة الأولى تحصى عليه أنفاسه وتعد خطواته من قبل من له ومن ليس له علاقة. وأنا لا أقصد هنا فقط الحكومات، بل امتد الجو البوليسي ليشمل المجتمع كله. فحتى الصديق يقمع رأي صديقه والأب يقمع رأي ابنه حتى غدا مجرد التفكير في حل المشكلات بشكل شخصي يعتبر جريمة فكرية يحاسب عليها الضمير!
لهذا، نجد أن الناس يبحثون دوما عن الحرية، لأنها إكسير الحياة فتجدهم ينفثون عن لفحات غضبهم على مجتمعاتهم وحكوماتهم في كل مكان يمكنهم ذلك. من أكثر العبارات تعبيرا عن حالة التوق للحرية، هي العبارات الموجودة داخل دورات المياه العامة. إنها تعبر بصدق عن مرحلة التحرر الفكري داخل دورات المياه! فأين يجد المرء مكانا أكثر راحة من الحمام ليتخلص من كميات الكره للأنظمة الفاشية والقمعية! دورات المياة العامة ليست المكان الوحيد الذي يتخلص فيه الناس من همومهم الفكرية، فهناك مقاعد الباصات والحدائق العامة والفصول الدراسية.
من وجهة نظري، إن هذا يعني شيئا واحدا… ضيق مساحة الحرية العامة في الكثير من المجتمعات. ربما يعترض الكثيرون ويقولون أن الفضائيات والإنترنت فتحت أثيرا واسعا للحرية. أنا أعتقد بأن الفضائيات والإنترنت أيضا تعكسان حالة شيزوفرانيا فكرية لدى الناس خاصة في المجتمعات المحافظة الشديدة الإنغلاق. فمن لا يستطيع أن ينتقد صديقا أو جارا أو مدرسا أو زميلا أو قريبا، يتجه إلى الإنترنت بأسماء مستعارة ويبدأ في النقد السلبي وتلقي تعقيبات أكثر سلبية أو أحيانا إيجابية. فمن يقمع صوته داخل مجتمعه، سوف يصبح عنيفا حينما ينتقد من خلف حجاب، لهذا تجد أكثر العبارات الصادمة في دورات المياه تلك وأيضا على صفحات الإنترنت!
تمت برمجتنا فكريا واجتماعيا منذ نعومة أظافرنا على الخوف من إبداء الرأي وانتقاد الآخرين معللين ذلك بأنه (عيب) أو (حرام) أو في أحيان أخرى ب(لا يجوز). ومن الطبيعي أن هذه البرمجة لا تؤدي إلى مشكلة واحدة فقط، فالمشكلات كما نعلم لا تأتي فرادى (وهذه برمجة بالمناسبة). فصارت المشكلة ثلاث مشكلات؛ الأولى هي مشكلة عدم النقد؛ والثانية النقد السلبي العنيف؛ والثالثة وهي الأخطر بين المشكلات عدم تقبل النقد (الإيجابي والسلبي).
لقد واجهت أثناء عملي في التدريب، حالات كثيرة لعدم القدرة على النقد، وكنت أبذل قصارى جهدي لحث المشاركين على النقد الإيجابي الذي يفيد أكثر ما يفيد الشخص الموجه إليه الإنتقاد، وحسبنا في ذلك مثالا رائعا أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي. إن هذه هي البرمجة الصالحة التي ينبغي أن نبرمج أنفسنا عليها ونبرمج أطفالنا عليها أيضا. يجب أن يبدأ الطفل منذ نعومه أظافره فن النقد الإيجابي المهذب وعدم تجريح الآخرين. وبذلك يتعلم من حيث لا يدري أيضا تقبل النقد واعتباره هدية هذا أفضل تعبير راق عن النقد البناء. وبذلك نكون حقيقة خير خلف لخير سلف في تقبل النقد وحماية المجتمع من التطرف الفكري الذي تغذيه تربيتنا غير السليمة.
أخيرا، أقول بان الحرية ليست حكرا على المنفلوطي فقط بل يجب أن يتمتع بها المجتمع كله، ولا ينبغي لتلك الحرية أن تظل حبيسة الجدران…جدران دورات المياه العامة بالطبع!
وحتى نلتقي…
أتذكر هذا الشعار حينما أرى حال الحريات في دول العالم كله وبالأخص دول العالم الثالث، حيث يعيش المواطن في جو بوليسي من الدرجة الأولى تحصى عليه أنفاسه وتعد خطواته من قبل من له ومن ليس له علاقة. وأنا لا أقصد هنا فقط الحكومات، بل امتد الجو البوليسي ليشمل المجتمع كله. فحتى الصديق يقمع رأي صديقه والأب يقمع رأي ابنه حتى غدا مجرد التفكير في حل المشكلات بشكل شخصي يعتبر جريمة فكرية يحاسب عليها الضمير!
لهذا، نجد أن الناس يبحثون دوما عن الحرية، لأنها إكسير الحياة فتجدهم ينفثون عن لفحات غضبهم على مجتمعاتهم وحكوماتهم في كل مكان يمكنهم ذلك. من أكثر العبارات تعبيرا عن حالة التوق للحرية، هي العبارات الموجودة داخل دورات المياه العامة. إنها تعبر بصدق عن مرحلة التحرر الفكري داخل دورات المياه! فأين يجد المرء مكانا أكثر راحة من الحمام ليتخلص من كميات الكره للأنظمة الفاشية والقمعية! دورات المياة العامة ليست المكان الوحيد الذي يتخلص فيه الناس من همومهم الفكرية، فهناك مقاعد الباصات والحدائق العامة والفصول الدراسية.
من وجهة نظري، إن هذا يعني شيئا واحدا… ضيق مساحة الحرية العامة في الكثير من المجتمعات. ربما يعترض الكثيرون ويقولون أن الفضائيات والإنترنت فتحت أثيرا واسعا للحرية. أنا أعتقد بأن الفضائيات والإنترنت أيضا تعكسان حالة شيزوفرانيا فكرية لدى الناس خاصة في المجتمعات المحافظة الشديدة الإنغلاق. فمن لا يستطيع أن ينتقد صديقا أو جارا أو مدرسا أو زميلا أو قريبا، يتجه إلى الإنترنت بأسماء مستعارة ويبدأ في النقد السلبي وتلقي تعقيبات أكثر سلبية أو أحيانا إيجابية. فمن يقمع صوته داخل مجتمعه، سوف يصبح عنيفا حينما ينتقد من خلف حجاب، لهذا تجد أكثر العبارات الصادمة في دورات المياه تلك وأيضا على صفحات الإنترنت!
تمت برمجتنا فكريا واجتماعيا منذ نعومة أظافرنا على الخوف من إبداء الرأي وانتقاد الآخرين معللين ذلك بأنه (عيب) أو (حرام) أو في أحيان أخرى ب(لا يجوز). ومن الطبيعي أن هذه البرمجة لا تؤدي إلى مشكلة واحدة فقط، فالمشكلات كما نعلم لا تأتي فرادى (وهذه برمجة بالمناسبة). فصارت المشكلة ثلاث مشكلات؛ الأولى هي مشكلة عدم النقد؛ والثانية النقد السلبي العنيف؛ والثالثة وهي الأخطر بين المشكلات عدم تقبل النقد (الإيجابي والسلبي).
لقد واجهت أثناء عملي في التدريب، حالات كثيرة لعدم القدرة على النقد، وكنت أبذل قصارى جهدي لحث المشاركين على النقد الإيجابي الذي يفيد أكثر ما يفيد الشخص الموجه إليه الإنتقاد، وحسبنا في ذلك مثالا رائعا أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي. إن هذه هي البرمجة الصالحة التي ينبغي أن نبرمج أنفسنا عليها ونبرمج أطفالنا عليها أيضا. يجب أن يبدأ الطفل منذ نعومه أظافره فن النقد الإيجابي المهذب وعدم تجريح الآخرين. وبذلك يتعلم من حيث لا يدري أيضا تقبل النقد واعتباره هدية هذا أفضل تعبير راق عن النقد البناء. وبذلك نكون حقيقة خير خلف لخير سلف في تقبل النقد وحماية المجتمع من التطرف الفكري الذي تغذيه تربيتنا غير السليمة.
أخيرا، أقول بان الحرية ليست حكرا على المنفلوطي فقط بل يجب أن يتمتع بها المجتمع كله، ولا ينبغي لتلك الحرية أن تظل حبيسة الجدران…جدران دورات المياه العامة بالطبع!
وحتى نلتقي…
free girl- عدد المساهمات : 272
تاريخ التسجيل : 05/04/2011
العمر : 36
رد: الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
كتير حلو موفقه للامام يا غاليه بكل جديد
عاشق الدموع- عدد المساهمات : 202
تاريخ التسجيل : 05/01/2011
العمر : 36
احلى بنوتة- عدد المساهمات : 1007
تاريخ التسجيل : 08/02/2011
العمر : 26
رد: الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
يسلمووووووووووووووو
بنت الشهيد- عدد المساهمات : 987
تاريخ التسجيل : 26/01/2011
العمر : 25
رد: الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
يسلمووو حبيبتي
the doctor- عدد المساهمات : 411
تاريخ التسجيل : 25/03/2011
العمر : 26
رد: الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
يسلموو سارة يا عسل
قطر الندي- عدد المساهمات : 589
تاريخ التسجيل : 30/01/2011
العمر : 27
مواضيع مماثلة
» الحرية ليست للمنفلوطي فقط! .... موضوع جميل جدا
» اعرف شخصيتك من تاريخ ميلادك ..((موضوع جميل ))..كل واحد يدخل يشوف نفسه
» موضوع عن الحجاب
» موضوع عن الأمانة
» موضوع عن التدخين
» اعرف شخصيتك من تاريخ ميلادك ..((موضوع جميل ))..كل واحد يدخل يشوف نفسه
» موضوع عن الحجاب
» موضوع عن الأمانة
» موضوع عن التدخين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى