هكذا نتبوأ في امريكا اللاتينية
صفحة 1 من اصل 1
هكذا نتبوأ في امريكا اللاتينية
برازيل – برزيليا – موفد معا – لا نزال نعتير عبارة يتبوأ في امريكا اللاتينية عبارة تعني الضحك الساخر في مسرحية الواد سيد الشغال للفنان عادل امام وحواره مع الفنان المرحوم مصطفى متولي حين قال له عادل امام ( خليك تتبوا في امريكا اللاتينية ) ودرجت على هذا .. اما الان وقبل ليلة رأس السنة الميلادية وقبل مراسم تنصيب أول رئيسة برازيلية ديلما روسيف، خليفة الرئيس المنتهية ولايته لولا داسيلفا، ، التقى الرئيس لولا بالرئيس محمود عباس وكان اللقاء مؤثرا ، حيث كان اخر عمل يقوم به الرئيس لولا قبل ترك منصبه هو الالتقاء بالرئيس ابو مازن .
وكان واضحا ان الرئيس سمح لعواطفه الجياشة ان تظهر فقال في كلمة ارتجالية عند وضع حجر الاساس لسفارة فلسطين على 22 دونما قدمتها البرازيل لفلسطين في منطقة راقية من العاصمة ، قال ابو مازن " ان لدى فلسطين الان بيتا في البرازيل ولكن ليعلم البرازيليون ان لهم بالمقابل ملايين المنازل في فلسطين ، ونحن لن ننسى لكم هذا الموقف، وانتم في قلوبنا وعيوننا ورغم المسافة بالاف الاميال الا اننا ندرك كم هو مهم ما فعلتم وسنكون الاوفياء لصداقتكم ". واضاف "ونحن لا يمكن ان ننسى هذا الجميل" .
اخذت انا وزميلي عبد الرؤوف ارنئوط نرقب الحضور ...مصورو الرئيس وعلى رأسهم الزميل محمد عتيق والزميل ثائر غنايم كانوا في ذروة العمل الشاق وهم يلاحقون بالكاميرات هتاف ( فيفا برازيليا ) و ( فيفا فلشتينا ) أي عاشت البرازيل وعاشت فلسطين ، وكنت تراهما يحاولان ما استطاعت الكاميرا نقل المشاعر والانفعالات والزغاريد والسعادة الى مشاهدي تلفزيون فلسطين وقراء وكالة وفا الا انني اكاد اجزم ان أي كاميرا في العالم لا تستطيع ان تنقل السعادة التي غمرت قلوب الحضور .
فكانت لحظة اجبرت الجميع على التأثر فقال د. نيبل شعث :"ارجو من الله ان لا اموت قبل تحرير القدس فاصابتنا القشعريرة "، المستشار مجدي الخالدي انفرجت اساريره والسفير عطا خيري والمستشار مصطفى ابو الرب مع وزير الخارجية ووزيرة السياحة كانوا مثل تلاميذ نجحوا بتفوق في الامتحان النهائي وضحكنا فرحا وضحك معنا رجال الامن الخشنون العابسون ، واخيرا ضحك الضباط محمد دعاجنة وبكر البزور وكاننا رغم بعدنا في ابرازيل نقترب من تحرير القدس وحتى مرافق الرئيس ، العقيد سعيد اللحام والذي لا نراه في الصور الرسمية الا عابسا ، لم يمنع قلبه من الفرحة والتقطنا له صورا نادرة وهو يبتسم ونحن نمازحه ونقول ان هذه صور تاريخية ما استرعى ان يعود الى تجهمه على الفور .
وقد لفت انتباهي ان الشعب البرازيلي لا يكترث كثيرا للمواكب الرسمية ، بل يقترب منها بكل محبة ويشرح لي الدكتور المستشار مجدي الخالدي ان هذه البلدان عانت ردحا طويلا من الزمن وعانت من الدكتارويات ولذلك هم يميلون الى القادة الاتون من الطبقات الفقيرة او الاحياء الشعبية وهم الان فخورون بالامن والامان في بلدهم ويحافظون على المراسم كنوع من الاحترام للضيوف لا اكثر الا انهم يباهون ببساطتهم وامنهم المستتب الان في القارة .
وعلى طاولة الغداء للاكلة البرازيلية الشهيرة – شوراسكو – وهي عبارة عن وليمة مفتوحة غير محدودة الكمية من الطعام المشوي ، على طاولة الغداء اخذ بعض الحضور يتحدثون عن ماضي القارة اللاتينية وعن حاضرها ، ومن بين القصص التي شدّت انتباهي ان الولايات المتحدة الامريكية حذرت بوليفيا اذا لا تحارب تجارة الهيروين فانها ستنزل بها عقوبات كبيرة ، ولكن بوليفيا ردت على امريكا : حسنا انتم اتلفوا الصواريخ وقوموا بتدمير مخازنها ونحن سنقوم باتلاف مزارع المخدرات . وهنا ردت امريكا ان الصواريخ والاسلحة تجارة وصناعة وطنية امريكية فردت بوليفيا ايام رئاسة الرئيس ايفو مراليس وكذلك نحن فان هناك مزارعين يعتبرون المخدرات تجارة وصناعة وطنية . وانتهى الامر هنا . والغريب ان بوليفيا مرتفعة عن سطح البحر اكثر من الف متر ، حتى ان لاعبي كرة القدم البرازيليين لا يستطيعون التنفس حين يذهبون الى هناك لمبارة كرة القدم فيضرون لاخذ الاكسجين الاصطنعاي ومع ذلك في كل مرة تغلبهم بوليفيا لشدة نقص الاوكسجين عليهم .
ويرى معظم السكان هنا ان الشركات الامريكية قد مصّت دماء البلاد واستنزفتها بسعر زهيد ، ورغم ان البرازيل من اكثر دول العالم تصديرا للبن والمطاط والصويا والثروة الحيوانية الا ان البلاد كانت تعيش الفقر المدقع وتنهار عملتها كل شهر حتى جاء الرئيس لولا وثبّت العملة وغير اسمها الى رويال فاصبح سعره مرتفعا – كل مئة دولار يساوي مئة وستين رويالا فقط – كما ان البرازيل اصبحت تنتج صناعيا ما يكفيها دون ان تبيع نفسها للشركات الامريكية فهي تصنع اسلحتها بنفسها وسياراتها وصناعاتها الغذائية .
تراب هذه البلاد احمر من دون صخر بل انه يبدو مثل لوحة حمراء ومزارعها خضراء ومياهها طيبة وهم شعب يحب ان يبدأ صباحه بالافطار على الفواكه والثمار الاستوائية ، شعوب طيبة وكريمة وانتصرت على نفسها وعلى جلاديها فانتصرت ارادتها وتحررت قواها .
وبما ان السياح اليوم لم يعودوا يبحثوا عن المدن الصناعية والبنايات الشاهقة بل يبحثوا عن الطبيعة فانك ترى مدن الامازون هي الاشهر في استقطاب السياح .وهنا تجد المرأة كتفا الى كتف تعمل مع الرجل والجميع يريد ان يبنى حضارة او ان يكون شريكا في الحضارة وليس مستهلكا فقط وكم سررت حين علمت ان شركة هوندا جاءت ووقعت مع البرازيل اتفاقية لصناعة دوليب موتورات هوندا الشهيرة من المطاط البرازيلي .
واسمح لنفسي قبل نهاية العام ان اسأل ، اين نحن العرب ؟ وماذا نفعل ببلادنا وثرواتنا ؟ اين زراعتنا وصناعتنا وارادتنا ؟ فاذا كان كل سكان الوطن العربي يقدرون بما يعادل سكان البرازيل لوحدها !!! هل سنبقى كائنات مستهلكة ؟ نصرف معظم رواتبنا على شراء الطعام فيما الجوع الحسي يقتلنا ؟ اين العرب من الاختراعات والحضارة والصناعة والتكنولوجيا ؟اين هم من الحرية والابداع والانتصار على الذات ؟
كل عام وانتم بخير ، كل عام وانتم بالف الف خير ، ولكن أوليس من الحري قبل ان نتبوأ في امريكا للاتينية ان نتبوأ امام اطفالنا واولادنا وتاريخنا .والى متى نستورد العمال والمعلمين والسمسم والاغنام والخادمات والسيارات والكميورتات والهواتف الخليوية والفساتين والبناطيل والفواكه والخضار .
يمكن ان نستورد كل شئ ، الا الحرية فهي لا تنمو الى في ارضها . كل عام والعرب بخير
وكان واضحا ان الرئيس سمح لعواطفه الجياشة ان تظهر فقال في كلمة ارتجالية عند وضع حجر الاساس لسفارة فلسطين على 22 دونما قدمتها البرازيل لفلسطين في منطقة راقية من العاصمة ، قال ابو مازن " ان لدى فلسطين الان بيتا في البرازيل ولكن ليعلم البرازيليون ان لهم بالمقابل ملايين المنازل في فلسطين ، ونحن لن ننسى لكم هذا الموقف، وانتم في قلوبنا وعيوننا ورغم المسافة بالاف الاميال الا اننا ندرك كم هو مهم ما فعلتم وسنكون الاوفياء لصداقتكم ". واضاف "ونحن لا يمكن ان ننسى هذا الجميل" .
اخذت انا وزميلي عبد الرؤوف ارنئوط نرقب الحضور ...مصورو الرئيس وعلى رأسهم الزميل محمد عتيق والزميل ثائر غنايم كانوا في ذروة العمل الشاق وهم يلاحقون بالكاميرات هتاف ( فيفا برازيليا ) و ( فيفا فلشتينا ) أي عاشت البرازيل وعاشت فلسطين ، وكنت تراهما يحاولان ما استطاعت الكاميرا نقل المشاعر والانفعالات والزغاريد والسعادة الى مشاهدي تلفزيون فلسطين وقراء وكالة وفا الا انني اكاد اجزم ان أي كاميرا في العالم لا تستطيع ان تنقل السعادة التي غمرت قلوب الحضور .
فكانت لحظة اجبرت الجميع على التأثر فقال د. نيبل شعث :"ارجو من الله ان لا اموت قبل تحرير القدس فاصابتنا القشعريرة "، المستشار مجدي الخالدي انفرجت اساريره والسفير عطا خيري والمستشار مصطفى ابو الرب مع وزير الخارجية ووزيرة السياحة كانوا مثل تلاميذ نجحوا بتفوق في الامتحان النهائي وضحكنا فرحا وضحك معنا رجال الامن الخشنون العابسون ، واخيرا ضحك الضباط محمد دعاجنة وبكر البزور وكاننا رغم بعدنا في ابرازيل نقترب من تحرير القدس وحتى مرافق الرئيس ، العقيد سعيد اللحام والذي لا نراه في الصور الرسمية الا عابسا ، لم يمنع قلبه من الفرحة والتقطنا له صورا نادرة وهو يبتسم ونحن نمازحه ونقول ان هذه صور تاريخية ما استرعى ان يعود الى تجهمه على الفور .
وقد لفت انتباهي ان الشعب البرازيلي لا يكترث كثيرا للمواكب الرسمية ، بل يقترب منها بكل محبة ويشرح لي الدكتور المستشار مجدي الخالدي ان هذه البلدان عانت ردحا طويلا من الزمن وعانت من الدكتارويات ولذلك هم يميلون الى القادة الاتون من الطبقات الفقيرة او الاحياء الشعبية وهم الان فخورون بالامن والامان في بلدهم ويحافظون على المراسم كنوع من الاحترام للضيوف لا اكثر الا انهم يباهون ببساطتهم وامنهم المستتب الان في القارة .
وعلى طاولة الغداء للاكلة البرازيلية الشهيرة – شوراسكو – وهي عبارة عن وليمة مفتوحة غير محدودة الكمية من الطعام المشوي ، على طاولة الغداء اخذ بعض الحضور يتحدثون عن ماضي القارة اللاتينية وعن حاضرها ، ومن بين القصص التي شدّت انتباهي ان الولايات المتحدة الامريكية حذرت بوليفيا اذا لا تحارب تجارة الهيروين فانها ستنزل بها عقوبات كبيرة ، ولكن بوليفيا ردت على امريكا : حسنا انتم اتلفوا الصواريخ وقوموا بتدمير مخازنها ونحن سنقوم باتلاف مزارع المخدرات . وهنا ردت امريكا ان الصواريخ والاسلحة تجارة وصناعة وطنية امريكية فردت بوليفيا ايام رئاسة الرئيس ايفو مراليس وكذلك نحن فان هناك مزارعين يعتبرون المخدرات تجارة وصناعة وطنية . وانتهى الامر هنا . والغريب ان بوليفيا مرتفعة عن سطح البحر اكثر من الف متر ، حتى ان لاعبي كرة القدم البرازيليين لا يستطيعون التنفس حين يذهبون الى هناك لمبارة كرة القدم فيضرون لاخذ الاكسجين الاصطنعاي ومع ذلك في كل مرة تغلبهم بوليفيا لشدة نقص الاوكسجين عليهم .
ويرى معظم السكان هنا ان الشركات الامريكية قد مصّت دماء البلاد واستنزفتها بسعر زهيد ، ورغم ان البرازيل من اكثر دول العالم تصديرا للبن والمطاط والصويا والثروة الحيوانية الا ان البلاد كانت تعيش الفقر المدقع وتنهار عملتها كل شهر حتى جاء الرئيس لولا وثبّت العملة وغير اسمها الى رويال فاصبح سعره مرتفعا – كل مئة دولار يساوي مئة وستين رويالا فقط – كما ان البرازيل اصبحت تنتج صناعيا ما يكفيها دون ان تبيع نفسها للشركات الامريكية فهي تصنع اسلحتها بنفسها وسياراتها وصناعاتها الغذائية .
تراب هذه البلاد احمر من دون صخر بل انه يبدو مثل لوحة حمراء ومزارعها خضراء ومياهها طيبة وهم شعب يحب ان يبدأ صباحه بالافطار على الفواكه والثمار الاستوائية ، شعوب طيبة وكريمة وانتصرت على نفسها وعلى جلاديها فانتصرت ارادتها وتحررت قواها .
وبما ان السياح اليوم لم يعودوا يبحثوا عن المدن الصناعية والبنايات الشاهقة بل يبحثوا عن الطبيعة فانك ترى مدن الامازون هي الاشهر في استقطاب السياح .وهنا تجد المرأة كتفا الى كتف تعمل مع الرجل والجميع يريد ان يبنى حضارة او ان يكون شريكا في الحضارة وليس مستهلكا فقط وكم سررت حين علمت ان شركة هوندا جاءت ووقعت مع البرازيل اتفاقية لصناعة دوليب موتورات هوندا الشهيرة من المطاط البرازيلي .
واسمح لنفسي قبل نهاية العام ان اسأل ، اين نحن العرب ؟ وماذا نفعل ببلادنا وثرواتنا ؟ اين زراعتنا وصناعتنا وارادتنا ؟ فاذا كان كل سكان الوطن العربي يقدرون بما يعادل سكان البرازيل لوحدها !!! هل سنبقى كائنات مستهلكة ؟ نصرف معظم رواتبنا على شراء الطعام فيما الجوع الحسي يقتلنا ؟ اين العرب من الاختراعات والحضارة والصناعة والتكنولوجيا ؟اين هم من الحرية والابداع والانتصار على الذات ؟
كل عام وانتم بخير ، كل عام وانتم بالف الف خير ، ولكن أوليس من الحري قبل ان نتبوأ في امريكا للاتينية ان نتبوأ امام اطفالنا واولادنا وتاريخنا .والى متى نستورد العمال والمعلمين والسمسم والاغنام والخادمات والسيارات والكميورتات والهواتف الخليوية والفساتين والبناطيل والفواكه والخضار .
يمكن ان نستورد كل شئ ، الا الحرية فهي لا تنمو الى في ارضها . كل عام والعرب بخير
مواضيع مماثلة
» هبّة دولية للكرمل- 45 طن مواد من امريكا وطائرات من عشرات الدول
» عشراوي تتهم امريكا باتباع نهج خاطىء يتبنى رؤية اسرائيل لعملية السلام
» عشراوي تتهم امريكا باتباع نهج خاطىء يتبنى رؤية اسرائيل لعملية السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى